17 اكتوبر 2025
وما الاحساسُ إلا شعور يؤلم ويُوجع جسدًا اعترف بوجوده في داخله، يُصارع الصمتَ ليفصحَ عمّا يُثقلُ قلبَه، فلا يجدُ سوى الدموعِ له.
يصرخ ويَئِنُّ في كلّ ضلعٍ، حتى أصبح الجسدُ هزيلاً،
والألمُ نصيبَه، والدموعُ جريانُ بحرٍ لا يتوقّف.
جسدُ نائم، وعيناي تنظران دائمًا إلى الأعلى، كأنّها تنتظر ضوءًا يأتيها من بعيد،
يكون لها شعاعَ الأمل، والخروجَ من ذلك الألم،
منتظرةً ضوءًا يُفاجئها بابتسامةٍ أو ضحكاتٍ لا تتوقّف.
وويحَ قلبي! ما هي تلك الضحكات التي أتكلم عنها؟
فقد لم أمرّ بها يومًا، ولا عرفتُها حقّ المعرفة.
دَعي الآلامَ تنتشر في الأرجاءِ،
ودَعيني وشأني، فقد مللتُ هذا الانتظار.
دعيني وشأني، فإنّ الانتظارَ أوجعني أكثرَ من آلامي.
وآهٍ من تلك المشاعرِ الساكنةِ في داخلي،
فإنّها نارُ تشتعل بلا توقّف،
وكأنّها تقولُ لجسدي: لا أريدُ منك الحياة، بل أريدُ أن أراكِ رمادًا.
بل أريد أن أراكِ رمادًا يتطاير، هشًّا، فتاتًا لا يُظهر عليه أثرُ الحزنِ أو السعادة،
تطايري وكأنّكِ لم تكوني يومًا، تطايري لعلّكِ تجدين الراحةَ والسكينةَ بعد هذا العذابِ المؤلمِ الموجِع.
وداعًا، يا روح البرائةِ، لقد تحملتِ ما يفوق الاحتمال، وكفاكِ ما ذُقتِ من معاناةِ الحياة،
فارحلي بسلام... ولكِ الوداع.