12 سبتمتبر 2025
يتوجّه رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين، وذلك في إطار التحركات الدبلوماسية عقب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة «حماس» في الدوحة، بحسب ما نقلته صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
ومن المقرر أن يلتقي آل ثاني كلاً من نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، مع احتمال عقد لقاء مع الرئيس دونالد ترامب، في خطوة تعكس رغبة واشنطن في تأكيد متانة علاقاتها مع قطر بعد التطورات الأخيرة.
وجاءت الغارة الإسرائيلية بينما كانت «حماس» تدرس مقترحاً جديداً تقدّمت به الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في غزة، في وقت صعّدت فيه إسرائيل عملياتها عبر إصدار أوامر بتهجير سكان مدينة غزة بشكل كامل، ضمن حملة عسكرية متسارعة تهدف إلى السيطرة على المدينة.
الهجوم أثار صدمة داخل البيت الأبيض، حيث عبّر عدد من كبار مستشاري ترامب عن غضبهم وذهولهم، إذ تزامن مع انتظار واشنطن ردّ «حماس» على مبادرة ترامب للسلام، وكان من المتوقع وصول الرد بحلول نهاية الأسبوع.
وفي تصريحات سابقة، أعلن ترامب أنه وجّه مساعديه للمضي قدماً في إبرام اتفاقية أمنية جديدة مع قطر تشمل صفقات تسليح إضافية وإمكانية إرسال قوات أمريكية إلى أراضيها. كما نفى علمه المسبق بالهجوم الإسرائيلي، مؤكداً أن القرار اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي منفرداً، معتبراً أن الضربة الأحادية «لا تخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن «القضاء على حماس هدف مشروع»، على حد وصفه.
وفي موازاة ذلك، أعربت مصر عن إدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي على قطر، ووصفت الضربة بأنها «اعتداء عدواني» استهدف اجتماعاً لقيادات فلسطينية كانت تناقش سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأكدت الرئاسة المصرية أن هذا التصعيد يمثل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، واعتداءً مباشراً على سيادة دولة قطر»، محذّرة من أنه يهدد جهود التهدئة ويقوض الاستقرار الإقليمي.
وجددت القاهرة تضامنها الكامل مع قطر، قيادةً وشعباً، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما وصفته بـ«الانتهاك الإسرائيلي الصارخ»، والعمل على وقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه، حتى لا يستمر ما سمّته بـ«إفلات إسرائيل من المحاسبة».