13 سبتمتبر 2025
دعت كل من السعودية والولايات المتحدة والإمارات ومصر، يوم الجمعة، إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، تتيح وصول المساعدات بشكل عاجل، على أن تكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار.
وجاء ذلك في بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الأربع، أشار إلى أن الحرب الدائرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» أفرزت "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وتهدد السلم والأمن الإقليميين، مؤكداً أنه لا حل عسكرياً للأزمة السودانية.
وأكد البيان أن استمرار الأوضاع الحالية يزيد معاناة المدنيين ويقوض استقرار المنطقة، وأن مستقبل السودان يجب أن يُحسم عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة يقودها السودانيون بعيداً عن سيطرة أي طرف مسلح.
وطالب الوزراء جميع الأطراف بضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان وسرعة عبر مختلف الطرق، مع حماية المدنيين ووقف الهجمات على البنية التحتية. كما اقترحوا هدنة أولية لثلاثة أشهر تمهد لوقف دائم لإطلاق النار، يعقبها مسار انتقالي خلال تسعة أشهر يقود إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة وذات شرعية واسعة.
وشدد البيان على ضرورة وقف أي دعم عسكري خارجي للأطراف المتحاربة، واعتبره عاملاً أساسياً في إطالة أمد النزاع وزعزعة استقرار المنطقة. وتعهدت الدول الأربع بالعمل لدفع تسوية سياسية تشمل القوات المسلحة و«قوات الدعم السريع»، مع ممارسة الضغط لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات. كما أكدت أهمية مواجهة التهديدات المتطرفة العابرة للحدود وحماية أمن البحر الأحمر.
وحذر الوزراء من محاولات "جماعات متطرفة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين" لعب دور في إذكاء العنف وعدم الاستقرار، مشددين على رفض أي دور لها في مستقبل السودان.
وفي السياق ذاته، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات إسلامية سودانية لدورها في تأجيج الصراع وعلاقتها بإيران، شملت وزير المالية جبريل إبراهيم و«كتيبة البراء بن مالك» المقاتلة إلى جانب الجيش. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الخطوة تستهدف الحد من نفوذ الإسلاميين في السودان وكبح أنشطة إيران الإقليمية.
من جهته، مدّد مجلس الأمن الدولي لعام إضافي الحظر المفروض على إدخال السلاح إلى إقليم دارفور المضطرب منذ عام 2005، مؤكداً أن الوضع هناك ما زال خطيراً مع تصاعد العنف والنزوح الجماعي.
يُذكر أن الحرب في السودان اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين.