01 اكتوبر 2025
شهدت الساعات الأخيرة توتراً متزايداً في البحر المتوسط بعد رصد سفينة حربية إسرائيلية تقترب من سفن "أسطول الصمود العالمي" المتجه نحو قطاع غزة. وقد أثار هذا التطور مخاوف جدية لدى الحكومتين الإيطالية واليونانية، اللتين سارعتا يوم الأربعاء إلى دعوة إسرائيل بشكل علني إلى تجنّب أي عمل عدائي ضد الناشطين المشاركين في القافلة الإنسانية.
وجاء في بيان مشترك صادر عن وزارتي الخارجية في روما وأثينا: "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان أمن وسلامة جميع المشاركين في الأسطول، وإلى السماح بتقديم كافة أشكال الحماية القنصلية الممكنة لهم". البيان عكس قلقاً أوروبياً متنامياً من احتمال إقدام إسرائيل على خطوات تصعيدية لمنع السفن من بلوغ شواطئ غزة المحاصرة.
من جانبها، أفادت اللجنة المنظمة لأسطول الصمود أن سفينة "ألما" – وهي إحدى السفن الرئيسية المشاركة – تعرّضت لمحاولة تطويق مؤقتة من قِبل القطعة البحرية الإسرائيلية في ساعات الفجر الأولى. وأوضح المنظمون أن قوات البحرية الإسرائيلية عطّلت أنظمة الاتصال والبث عبر الدائرة المغلقة لفترة قصيرة، الأمر الذي دفع القبطان إلى تنفيذ مناورة حادة لتجنّب اصطدام مباشر.
كما أشار البيان إلى أن السفينة الإسرائيلية اقتربت لاحقاً من سفينة أخرى تدعى "سيريوس"، وحامت حولها نحو 15 دقيقة قبل أن تغادر الموقع. هذا الموقف أثار حالة توتر واضحة بين الطاقم والناشطين على متنها، وسط خشية من تدخل عسكري محتمل.
وخلال مؤتمر صحفي، قال تياغو أفيلا، أحد أعضاء اللجنة التوجيهية للأسطول، إن ما جرى يندرج في إطار "حرب نفسية" تمارسها إسرائيل لإرباك المشاركين وإضعاف معنوياتهم، مؤكداً أن "ألما" تعرّضت لبعض الأضرار الهيكلية والفنية لكنها ما زالت قادرة على مواصلة الإبحار.
وأضافت الناشطة ليزي بروينكا من على متن "سيريوس" أن البحارة والركاب شعروا بالقلق الشديد أثناء تحليق السفينة الحربية حولهم، بينما رمت مجموعة من المشاركين هواتفهم في البحر تطبيقاً لإجراءات وقائية متفق عليها تحسباً لأي عملية اقتحام أو مصادرة.
أما فرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الأممية الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية، فقد اعتبرت أن أي اعتراض إسرائيلي للسفن سيكون "غير قانوني"، مؤكدة أن القافلة تتحرك في مياه دولية حيث لا تمتلك إسرائيل أي صلاحيات لفرض قيود أو منعها من متابعة مسارها.
هذا التصعيد البحري يسلط الضوء مجدداً على الجدل الدولي حول الحصار المفروض على غزة، ويضع إسرائيل أمام ضغوط دبلوماسية متزايدة، خصوصاً من شركائها الأوروبيين، في وقت يصر فيه النشطاء على المضي قدماً حتى إيصال المساعدات الإنسانية إلى وجهتها.