30 اكتوبر 2025

شهد ريف دير الزور الشرقي ليلة دامية جديدة بعد أن نفّذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة دهم واعتقال واسعة في بلدة غرانيج، وسط تحليق مكثف لطائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، ما زاد من حالة التوتر والاحتقان التي تعيشها المنطقة منذ أسابيع.
وأفادة مصادر إعلامية بأن قوة عسكرية تابعة لـ"قسد" مؤلفة من نحو 12 مركبة مدرعة داهمت البلدة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، تحت غطاء جوي مكثف من المروحيات الأميركية التي حلّقت على علو منخفض فوق الأحياء السكنية.
وخلال العملية، حاول الشاب فادي الحمد الغدير الهويش الفرار من منزله في حارة "الهويش"، إلا أن عناصر من القوة المهاجمة أطلقوا النار عليه، ما أدى إلى إصابته واعتقاله على الفور، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.
وتأتي هذه الحملة في وقتٍ تتصاعد فيه الاحتجاجات الشعبية ضد ممارسات "قسد" في مناطق سيطرتها بريف دير الزور، لاسيما بعد حادثة مقتل الشاب مجد الرمضان الهنشل قبل أيام في بلدة الكسرة، عندما فتحت دورية تابعة لـ"قسد" النار على سيارة مدنية كانت تمر صدفة قرب نقطة تفتيش عسكرية، ما أسفر عن مقتله وإصابة مدنيين آخرين.
هذه الحوادث أثارت موجة غضب واسعة في أوساط السكان المحليين، الذين خرجوا في مظاهرات متكررة احتجاجًا على الانتهاكات والممارسات الأمنية التي تطال المدنيين، مطالبين بوقف الاعتقالات العشوائية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي محاولة لاحتواء الموقف، أعلنت "قسد" أمس الأربعاء فتح تحقيق عاجل في مقتل "الهنشل"، مؤكدة في بيان رسمي أنها اعتقلت العناصر المتورطين في الحادثة تمهيدًا لإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة. كما وصفت الواقعة بأنها "تصرف فردي" لا يعكس سياسة المؤسسة العسكرية التابعة لها، مشددة على التزامها بحماية المدنيين والحفاظ على الأمن في مناطق سيطرتها.
ورغم هذه التصريحات، يرى مراقبون أن التوتر في دير الزور مرشح للتصعيد، خصوصًا مع استمرار المداهمات الأمنية وتزايد السخط الشعبي، وسط مخاوف من انفلات أمني جديد يهدد استقرار المنطقة التي تشهد حضورًا متزايدًا لقوات التحالف الدولي.