03 ديسمبر 2025

انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الأربعاء، أعمال القمة الخليجية السادسة والأربعين وسط حضور قادة وممثلي دول مجلس التعاون الذين توافدوا تباعاً منذ ساعات الصباح، لمناقشة ملفات محورية تتعلق بتعزيز العمل الخليجي المشترك، وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع الدول والتكتلات الدولية، إضافة إلى بحث التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمة الافتتاح، حرص دول الخليج على مواصلة مسيرة التعاون الخليجي العريقة، مشيراً إلى أنها تستمد قوتها من وشائج الأخوة ووحدة الهدف والمصير. وأوضح أن دول المجلس نجحت في صياغة نموذج تنموي متكامل قادر على المنافسة عالمياً، ومحقق لأعلى درجات الاستقرار والازدهار.
وشدد الملك حمد على أهمية التكامل الخليجي باعتباره ضرورة استراتيجية، مبيناً أن المسيرة التي بدأها الآباء المؤسسون أكدت صواب توجهاتهم نحو الاندماج بما يعزز مكانة الخليج كقوة فاعلة ومؤثرة في الساحتين الإقليمية والدولية. كما أكد ضرورة حماية الملاحة البحرية والتجارة الدولية من أي تهديد، وضمان خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، باعتباره ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.
من جهته، أكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، أن مجلس التعاون تمكن عبر العقود من تجاوز ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد، بفضل تماسكه ووحدة مصيره المشترك. وأدان أمير الكويت «العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر»، مؤكداً أن أي اعتداء على دولة عضو يُعد اعتداءً مباشراً على المجلس بأسره، وأن التضامن الخليجي يشكل صمام أمان لعبور التحديات نحو السلام والاستقرار.
وفي كلمته أمام القمة، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم محمد البديوي، أن العام الجاري شهد حادثتين خطيرتين تمثلتا في «الهجمات الصاروخية الإيرانية على قطر» و«العدوان الإسرائيلي على الدوحة»، مؤكداً أنهما أثبتتا للعالم وحدة المصير الخليجي، وأن قوة المجلس تكمن في اجتماع كلمته لا تفرقها.
وجدد البديوي التأكيد على مواقف دول الخليج الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشيراً إلى دعم المجلس لحل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أشاد بدور المملكة العربية السعودية في قيادة الجهود الدولية لإحياء مسار السلام، ورحب بنتائج مؤتمر التسوية السياسية في نيويورك، إضافة إلى مخرجات «قمة شرم الشيخ للسلام» والاتفاق الذي رعته قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة لبدء المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة.
وأكد الأمين العام ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، مثمناً ما تقدمه دول المجلس من مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن الدعم الخليجي سيظل ثابتاً راسخاً حتى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني العادلة.