09 ديسمبر 2025

شهد جنوبي لبنان، فجر الثلاثاء، موجة جديدة من التصعيد العسكري، بعد أن شنّت الطائرات الحربية للاحتلال سلسلة غارات مكثفة استهدفت عدة مواقع في محيط بلدات جنوبية، أبرزها وادي رومين ومرتفعات إقليم التفاح الواقعة عند أطراف بلدة جباع. وتعكس هذه العملية الجوية، التي وُصفت بأنها من الأعنف خلال الأيام الأخيرة، استمرار حالة التوتر على الجبهة الشمالية بين الاحتلال و"حزب الله"، في ظل تبادل الاستهدافات على جانبي الحدود منذ أشهر.
أفادة مصادر بأن سلاح الجو التابع للاحتلال نفّذ غارات متتابعة على مناطق متفرقة جنوبي البلاد، تركزت بشكل خاص على مواقع يُشتبه بأنها تابعة لحزب الله. وأشار إلى أن أصوات الانفجارات دوّت بقوة في عدد من البلدات الجنوبية، ما أثار حالة من القلق بين المدنيين، بينما شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من مواقع القصف.
من جانبها، أكدت هيئة البث العبرية أن العملية الجوية تأتي في إطار ما وصفته بـ"الرد على نشاطات معادية" من داخل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن سلاح الجو التابع للاحتلال نفّذ ضربات دقيقة ضد ما قالت إنها بنى تحتية ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد بلغ عدد غارات طيران الاحتلال نحو 13 غارة، استهدفت مواقع متفرقة في الجنوب اللبناني. ورغم كثافة القصف، لم تصدر أي بيانات رسمية من السلطات اللبنانية أو من "حزب الله" بشأن حجم الخسائر البشرية أو المادية حتى اللحظة.
وفي بيان عسكري، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن القوات الجوية، وبقيادة المنطقة الشمالية، "هاجمت خلال الساعات الماضية بنى تحتية تابعة لمنظمة حزب الله في عدة مواقع جنوبي لبنان". وأضاف أن الغارات جاءت "ضمن جهد عملياتي متواصل لتعطيل قدرات التنظيم ومنع تنفيذ أي عمليات مستقبلاً".
وذكر البيان أن إحدى الضربات استهدفت ما وصفه بـ"مجمّع تدريبي وتعليمي" تستخدمه وحدة "قوة الرضوان"، وهي إحدى أبرز الوحدات الهجومية التابعة لحزب الله. وزعم المتحدث أن هذا المجمّع كان يُستخدم لتدريب عناصر الوحدة على تنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك تدريبات إطلاق نار واستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، إضافة إلى تدريبات ميدانية تحاكي هجمات عبر الحدود.
وأشار البيان إلى أن الموقع المستهدف يُعد من بين المراكز التي يعتمد عليها حزب الله في إعداد عناصره وتنفيذ تدريبات مشتركة، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال "يراقب بدقة أي نشاط غير اعتيادي" على الجبهة الشمالية، ويتعامل مع أي تهديد محتمل "بكل قوة وحزم".
ويرى مراقبون أن وتيرة التصعيد الأخيرة تحمل مؤشرات على احتمال توسع دائرة المواجهة، خاصة مع استمرار الاحتلال في تنفيذ ضربات مركزة داخل العمق اللبناني، مقابل ضربات صاروخية يشنها حزب الله على مواقع عسكرية تابعة لجيش الاحتلال شمال فلسطين المحتلة.
ورغم غياب أي تصريحات رسمية من جانب حزب الله عقب غارات الليلة الماضية، فإن مصادر محلية أشارت إلى أن عناصر الحزب انتشروا في عدد من المناطق المستهدفة، وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين تحدثت تقارير إعلامية عن تحليق كثيف للطيران الحربي التابع للاحتلال فوق القرى الجنوبية.
ويترقب المشهد الإقليمي ما ستؤول إليه التطورات الميدانية في الجنوب اللبناني، في ظل تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع لا تزال جهود الوساطة الدولية تحاول تفاديها، بينما يؤكد كل طرف استعداده للرد على أي هجمات تستهدفه.