13 ديسمبر 2025

أعلنت مديرية الصحة في محافظة درعا، جنوب سوريا، إصابة 33 شخصاً بجروح متفاوتة جراء انفجار مجهول المصدر وقع أثناء حفل زفاف في بلدة عابدين بريف درعا الغربي، في حادثة أثارت حالة من الذعر بين الأهالي، لا سيما أن غالبية الحضور كانوا من النساء والأطفال.
وقال مدير صحة درعا، زياد المحاميد، إن من بين المصابين عدداً من الأطفال، مشيراً إلى أن الكوادر الطبية تعاملت مع الحالات بشكل فوري، وتم توزيع المصابين على عدد من المراكز الصحية والمستشفيات في المنطقة بحسب خطورة الإصابات. وأضاف أن مستشفى درعا الوطني استقبل 19 مصاباً، في حين استقبل مستشفى طفس الوطني 6 إصابات، بينما نُقلت 8 إصابات أخرى إلى المركز الصحي في بلدة الشجرة القريبة من موقع الانفجار.
وأوضح المحاميد أن بعض الإصابات وُصفت بالمتوسطة، في حين جرى إسعاف حالات طفيفة ميدانياً، مؤكداً أن جميع المصابين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، وسط استنفار للكوادر الصحية تحسباً لأي تطورات إضافية.
وفي ظل تضارب المعلومات حول طبيعة الانفجار، قال عدد من سكان بلدة عابدين، إنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب الحادث، مشيرين إلى حالة من الارتباك سادت المكان عقب الانفجار. وأضاف أحد السكان: «لم نعلم ماذا حصل بالضبط، هل هو عبوة ناسفة أم قذيفة. البعض تحدث عن قنبلة يدوية انفجرت خلال حفل الزفاف، حيث كان هناك تجمع كبير من الأهالي، أغلبهم من الأطفال».
وأفاد شهود عيان بأن الانفجار وقع بشكل مفاجئ أثناء الاحتفال، ما أدى إلى حالة هلع وتدافع بين الحاضرين، في وقت سارع فيه الأهالي إلى نقل المصابين بسيارات خاصة إلى أقرب المراكز الطبية، قبل وصول سيارات الإسعاف.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام سورية أن دورية تابعة لجيش الاحتلال توجهت إلى مكان الانفجار في ريف درعا الغربي، دون أن تقدم تفاصيل إضافية حول أسباب التحرك أو طبيعة المهمة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول خلفيات الحادث، خاصة في ظل الحساسية الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وفي سياق أمني متصل، أفاد التلفزيون السوري بأن مجموعات مسلحة في محافظة السويداء جنوب البلاد استهدفت سيارة تابعة للأمن الداخلي في بلدة المزرعة، باستخدام طائرة مسيّرة محمّلة بالقنابل. ونقل التلفزيون عن مصدر أمني قوله إن «قصف العصابات المتمردة يشكل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن القوى الأمنية «ستتعامل بحزم للرد على هذه الانتهاكات».
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه محافظتا درعا والسويداء توتراً أمنياً متقطعاً، وسط مخاوف من تصاعد أعمال العنف، خاصة مع تكرار الحوادث التي تطال تجمعات مدنية، ما يزيد من معاناة السكان ويثير القلق بشأن استقرار الأوضاع في جنوب سوريا.
ولم تصدر حتى الآن بيانات رسمية توضح بشكل قاطع أسباب الانفجار في بلدة عابدين، في حين لا تزال الجهات المختصة تتابع التحقيق في ملابساته، وسط مطالبات شعبية بالكشف عن حقيقة ما جرى ومحاسبة المسؤولين عن تعريض حياة المدنيين، وخصوصاً الأطفال، للخطر.