13 ديسمبر 2025

تعرضت قوات الأمن السورية وقوات أميركية، اليوم السبت، لهجوم مسلح أثناء تنفيذ جولة ميدانية مشتركة في مدينة تدمر التاريخية بوسط سوريا، مما أسفر عن إصابة عنصرين من الجيش السوري وعدد من أفراد القوات الأميركية، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري للوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا).
وأكد المصدر أن مطلق النار قُتل أثناء الحادث، مشيراً إلى تدخل مروحيات أميركية لنقل المصابين إلى قاعدة التنف العسكرية لتلقي العلاج، وسط حالة من الاستنفار الأمني في المنطقة. ولم يتم الكشف حتى الآن عن دوافع الهجوم أو ملابساته، حيث لا تزال التحقيقات جارية لكشف الملابسات التي أدت إلى هذا التصعيد المفاجئ.
وأشار المصدر الأمني إلى أن الحادث أدى إلى توقف حركة السير مؤقتاً على الطريق الدولي الواصل بين دير الزور ودمشق، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران في أجواء تدمر، ما زاد من حالة التوتر بين السكان المحليين. وتعتبر هذه الحادثة من أبرز الحوادث التي تشهدها مناطق الوسط السوري التي تمر بفترات من التوتر الأمني بين قوات النظام والفصائل المسلحة، إضافة إلى وجود القوات الأجنبية التي تنفذ عمليات دورية ومراقبة في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة للوضع الأمني في سوريا، حيث تشهد عدة مناطق في البلاد نشاطاً متزايداً لعناصر مسلحة تهدد الاستقرار المحلي، مع استمرار وجود القوات الأميركية في مناطق محددة بهدف دعم بعض الفصائل المحلية ومراقبة نشاطات تنظيمات مسلحة. ويعكس الهجوم الأخير على الدوريات المشتركة مدى هشاشة الوضع الأمني في وسط سوريا، رغم التواجد العسكري المكثف، ويطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف المتعددة على ضبط الأمن في المناطق التي تشهد نشاطاً متزايداً للعنف.
كما أن حادثة تدمر تضع الضوء على أهمية التنسيق بين القوات السورية والأميركية في الميدان، خصوصاً في ظل التهديدات المستمرة من قبل مسلحين مجهولين قد يستهدفون الدوريات المشتركة. ويبدو أن التنسيق الأمني لم يمنع وقوع الهجمات، ما قد يفرض مراجعة الإجراءات الأمنية وتعزيز آليات الحماية للجنود والمواطنين على حد سواء.
الخبر أثار قلقاً واسعاً لدى السكان المحليين في تدمر، التي تشتهر بمعالمها التاريخية والأثرية، حيث باتت الحركة اليومية للسكان محدودة نتيجة للتوتر الأمني المتصاعد. كما عبر مراقبون عن تخوفهم من أن يؤدي استمرار مثل هذه الحوادث إلى توترات أكبر بين القوى الأجنبية والنظام السوري، ما قد يفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وفي السياق ذاته، من المتوقع أن تستمر التحقيقات الأمنية لمعرفة هوية مطلق النار ودوافعه، إلى جانب مراجعة الإجراءات الأمنية على الطرق الدولية الحيوية مثل طريق دير الزور – دمشق، الذي شهد توقفاً مؤقتاً بسبب الحادث. كما من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تعزيزاً للوجود العسكري في تدمر والمناطق المحيطة بها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.