04 يونيو 2024
من المؤكد إن ما يحدث من مجازر للشعب الفلسطيني علي أيدي قوات الكيان المحتل لم تكن وليدة اللحظة فما هي إلا أهداف محددة بدقة منذ وعد بلفور وحتى محرقة الخيام برفح اتبعت خلالها استراتجيات عديدة للتحقيق ما تم استهدافه،
ولم تكن فلسطين وحدها هي الهدف ولكنها كنت بمثابة قاعدة يمكن الإنطلاق من خلالها للسيطرة علي العالم العربي بأثرة.
تكمن أهم هذه الاستراتيجيات في الأتي:-
أولا: إستراتجية الإلهاء، وتتمثل في الإلهاء للشعوب العربية وخاصة الشباب منها بنشر ثقافات وأفكار ما أنزل بها الله من سلطان.
ثانيا: التجهيل، عن طرق آليات الإعلام الجبارة المنتشرة في جميع أنحاء العالم لطمس الحقائق وترويج الأكاذيب التي تخدم الكيان المحتل.
ثالثا: المماطلة، كما فعل أجدادهم مع سيدنا موسي عندما قالوا له (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ)،
بالإضافة إلي الغياب العربي اللامحدود والدعم الأمريكي اللامحدود .
وهذا ومازلنا غافلين عن الخطر الذي بات يهدد العرب جميعا دون استثناء ،
فمن مذكرات موردخاى بار أون الذى عمل سكرتيرا للوفد الإسرائيلي في مفوضات باريس ونشرها عام ١٩٩٤، بعنوان بوابات غزة.. طريق إسرائيل إلى السويس والعودة «١٩٥٥ — ١٩57 والتي حملت في مضمونها الاتي:
أولا: الأردن غير قابلة للحياة كدولة مستقلة وبالتالى يقترح تقسيمها بحيث تستولى إسرائيل على الضفة الغربية، فى حين يضم العراق الضفة الشرقية،
لكن مع شرط أساسى هو توطين الفلسطينيين فى شرق الأردن.
ثانيا: لبنان يعانى من تركيز كبير للفلسطينيين فى الجنوب وهذه المشكلة يمكن حلها لو قامت إسرائيل بضم جنوب لبنان حتى نهر الليطانى وبالتالى يعود لبنان إمارة.
ثالثا: قناة السويس، لابد من وضع قناة السويس تحت حماية دولية فى وضع مضيق تيران وخليج العقبة تحت السيطرة الإسرائيلية لضمان حرية الملاحة فى البحر الأحمر من وإلى إسرائيل.
رابعا: سيناء، من حق إسرائيل الاحتفاظ بالنصف الشرقى من سيناء، والهدف من هذا الاقتراح ضمان الاستيلاء على حقول البترول فى أبوديس.
إن الأهداف الأساسية من زرع إسرائيل فى المنطقة هى تقسيم العالم العربى بحيث تكون هى الفاصل بين شرقه وغربه، والوكيل الأول للغرب والاستعمار.
لم تتغير أهداف إسرائيل سواء لتهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن ونتذكر جيدا ما يسمى بالوطن البديل،
وتهجير سكان غزة إلى سيناء وتقسيم لبنان لإدامة الانقسام الطائفى،
وعلينا أن نتذكر أن العديد من الدول الغربية خصوصا فرنسا يضغطون هذه الأيام على لبنان لانسحاب قوات المقاومة حتى شمال نهر الليطانى بحيث تكون هذه المساحة بعمق ٣٠ كيلو مترا منزوعة السلاح.
وتتذكر أيضا أن محاولات تهجير سكان غزة إلى سيناء لم تتوقف منذ قيام إسرائيل وتكررت كثيرا خصوصا أوائل السبعينيات ثم عادت إلى الضوء هذه الأيام.