تدعي كتب الشيعة الإمامة وجود ما يُعرف بـ"مصحف فاطمة"، وهو كتاب ينسبونه إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ويعتبرونه من الأسرار والمواريث الخاصة بالأئمة المعصومين لديهم.
03 مايو 2025
تدعي كتب الشيعة الإمامة وجود ما يُعرف بـ"مصحف فاطمة"، وهو كتاب ينسبونه إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ويعتبرونه من الأسرار والمواريث الخاصة بالأئمة المعصومين لديهم.
بحسب الرواية الواردة في كتاب الكافي للكليني (ج 1 ص 238 – 242)، تقول الرواية:
"إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها جبرائيل عليه السلام يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي. فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون".
من هذا النص يتضح أن "مصحف فاطمة" - وفقًا للعقيدة الشيعية الإمامة - ليس قرآنًا آخر ولا يحتوي على أحكام شرعية، بل يُعتقد أنه كتاب يتضمن أخبار المستقبل وأحداث الزمان.
موقف أهل السنة والجماعة: لا مصحف بعد القرآن
في المقابل، يُجمع أهل السنة والجماعة على أن الوحي قد انقطع بوفاة النبي محمد ﷺ، وأنه لا يوجد كتاب بعد القرآن الكريم يُعتبر وحيًا أو يحمل طابع القداسة الإلهية. ويؤكدون أن ما يُسمى بـ"مصحف فاطمة" لا أصل له في الدين، ولا صحة له شرعًا أو تاريخًا.
وقد علّق شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، على هذه الادعاءات، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية لديها قرآن واحد لا خلاف عليه بين السنة والشيعة، ومفندًا الشائعات التي تروج لوجود مصحف مختلف لدى بعض الطوائف. وقال:
"لو كان هناك مصحف كما يُسمى 'مصحف فاطمة' لكان المستشرقون والمبشرون هللوا له وأظهروه، ولكن هذا لم يحدث".
خلاصة الموقف: خرافة لا دليل عليها
ومن خلال هذا العرض، يتضح أن ما يُسمى بـ"مصحف فاطمة" ما هو إلا خرافة من خرافات بعض المرويات الشيعية، ولا يمت بصلة للقرآن الكريم أو للوحي الذي أُنزل على النبي محمد ﷺ. ويظل القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الموحى به من عند الله، المحفوظ بحفظه، والمتفق عليه بين كافة طوائف الأمة الإسلامية.