02 أغسطس 2025
حماية قيم المجتمع من أولى أولويات الدولة، لا بد أن يكون واضحًا.
لو صحت الأنباء المتداولة عن اتخاذ إجراءات ضد بعض مستخدمي "تيك توك"، فهي خطوة حقيقية، بل قفزة ضرورية في الاتجاه الصحيح.
ما يُنشر على بعض الحسابات، من محتوى هابط وإيحاءات، بهدف لفت الأنظار والانتشار والشير والتكبيسات، لم يعد مجرد تفاهة إلكترونية،
بل أصبح خطرًا حقيقيًا يهدد جيلًا كاملًا من الشباب والبنات، ويُصدر صورة مغايرة عن بلدنا في الخارج.
دفع الأذى مقدَّم على جلب المنفعة — إن كانت هناك منفعة — وهنا يأتي دور الدولة، بمؤسساتها الأمنية، في التحرك لصيانة القيم، ودرء الفتن، وحماية الذوق العام.
لقد تجاوزوا كل الحدود، ولم يُقيَّدوا بقيود.
لم يدرك هؤلاء — أو لعلهم أدركوا وتغافلوا — أن أي مقطع يتم نشره يصل في لحظات إلى كل شاشات الدنيا، ويُبنى عليه انطباع عن شعبنا وبلدنا وثقافتنا.
لم يكن من الممكن أبدًا أن يستمر هذا العبث، بل هذا الجُرم والسفه والسخف.
لم يكن مقبولًا أن تكون صورتنا أمام العالم مرهونة بتصرفات فردية تافهة، وسلوكيات غير منضبطة تُروّج للابتذال بأي حال من الأحوال.
ما ذنب الأجيال الجديدة التي تبحث عن قدوة؟
عن مُلهم حقيقي، ومحتوى نظيف، يُثري ويُضيف، يُحفّز ويُعلّم، يحثّ على الفضيلة، وينهى عن الرذيلة.
لسنا أفلاطونيين نحلم بالمدينة الفاضلة، لكن دولتنا عادلة.
ما تم اتخاذه مؤخرًا من إجراءات هو رسالة واضحة بأن بلدنا لا تترك شبابها وزهراتها وبراعمها فريسة للانحدار؛ فشكرًا لصاحب القرار.
في معركة الحفاظ على الهوية، لا مكان للمجاملات أو المواقف الرمادية؛ من أخطأ لا بد أن يُعاقب، ومن ينشر محتوى هابطًا عليه أن يتحمل تبعاته.
مصر التي تحمي حدودها تحمي كذلك هويتها وقيمها، مصر لا تترك شبابها، ولن تُقصّر يومًا في سلامة شعبها.