09 سبتمتبر 2025
في تطور جديد يعكس منحنى تصاعديًّا في التوتر الإقليمي، صعّدت إسرائيل من عملياتها العسكرية عبر تنفيذ سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق مختلفة في البقاع اللبناني، في ما اعتُبر أوسع هجوم منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الجانبين في نوفمبر الماضي. وبحسب مصادر ميدانية، فقد تركزت الضربات في منطقة الهرمل الشرقي، حيث استُهدفت مواقع عسكرية ومعسكرات تدريب تابعة لحزب الله، بينها مرافق يُعتقد أنها مخصصة لتأهيل عناصر "قوة الرضوان" على تكتيكات هجومية ضد إسرائيل. وأسفرت هذه الغارات عن سقوط خمسة قتلى وعشرة جرحى على الأقل، بعضهم في حالة حرجة، ما يثير المخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا خلال الساعات المقبلة.
ويرى مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي لا يقتصر على بعد عسكري صرف، بل يأتي في سياق محاولات تل أبيب إعادة رسم قواعد الاشتباك مع حزب الله، خصوصًا بعد سلسلة من التوترات المتفرقة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية. وفي الوقت نفسه، برزت مؤشرات حول احتمال دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة، وسط أحاديث عن تحركات دبلوماسية تسعى لطرح ملف نزع سلاح حزب الله كجزء من ترتيبات إقليمية أشمل قد تشمل ضمانات أمنية لإسرائيل مقابل تهدئة طويلة الأمد.
هذا التصعيد يثير قلقًا متزايدًا من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع، خاصة أن لبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية خانقة تجعل من أي حرب جديدة كارثة مضاعفة. وفي ظل غياب مبادرات جدية لاحتواء التوتر، يظل شبح الانفجار الإقليمي حاضرًا، مع ترقب المواقف الدولية والإقليمية حيال الخطوة الإسرائيلية الأخيرة.