03 نوفمبر 2025

شهد ريف محافظة القنيطرة، جنوبي سوريا، صباح اليوم الإثنين، توغلاً برياً جديداً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، هو الثاني خلال ساعات قليلة، ما أثار حالة من القلق بين سكان المنطقة الحدودية.
وأفادة وسائل إعلام سوريا بأنّ دورية إسرائيلية توغلت داخل أراضي قرية العجرف مستخدمة دبابتين وعدداً من العربات العسكرية، في خرق واضح للسيادة السورية، لتكون هذه العملية الثانية خلال اليوم ذاته، بعد توغل سابق في قرية معرية الواقعة ضمن منطقة حوض اليرموك غربي محافظة درعا.
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فقد دخلت ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية إلى عمق الأراضي السورية في قرية معرية لمسافة محدودة، قبل أن تنسحب بعد وقت قصير. ونقلت الوكالة عن مصدر محلي قوله إنّ القوة المتوغلة تحركت قرب الحدود الجنوبية الغربية، ما تسبب بحالة من الهلع والتوتر بين الأهالي الذين استيقظوا على أصوات محركات الدبابات والآليات في محيط القرية.
في السياق ذاته، أكدت مصادر ميدانية أنّ قوات الاحتلال أقامت تحصينات جديدة داخل قاعدة العدنانية العسكرية في ريف القنيطرة، كما نصبت بوابة حديدية تُستخدم كـ"حاجز دائم" في قرية الصمدانية الغربية، ما يُعدّ مؤشراً على نية الاحتلال تكريس وجود ميداني أكثر ثباتاً في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات في إطار تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في الجنوب السوري، والتي تشمل توغلات ميدانية واقتلاع أشجار ونشر حواجز واعتقال مدنيين سوريين، وفق ما وثقته تقارير محلية.
وفي الأول من تشرين الثاني الجاري، خرج أهالي قرية صيدا الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي بمظاهرة احتجاجية ضدّ دخول دورية إسرائيلية إلى منطقتهم، وردّ جيش الاحتلال بإطلاق النار لتفريقهم. وأظهرت مشاهد مصوّرة حصل عليها تلفزيون سوريا لحظة طرد الأهالي للدورية الإسرائيلية بعد هتافات رافضة لوجودها داخل القرية.
ويرى مراقبون أنّ هذه التوغلات الإسرائيلية المتكررة تحمل رسائل عسكرية وسياسية، وتأتي في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، ومحاولات الاحتلال مراقبة النشاطات العسكرية في الجنوب السوري، لا سيّما قرب مناطق نفوذ حزب الله والفصائل المدعومة من إيران.
في المقابل، تلتزم السلطات السورية الصمت الرسمي حيال التطورات الأخيرة، بينما يترقب السكان المحليون بقلق أي تصعيد جديد قد يشعل التوتر على طول الشريط الحدودي بين سوريا والجولان المحتل.