16 سبتمتبر 2025

بينما ينشغل العالم كله بقطر؛ لا يشعر أحدهم ماذا حل بأختهم الصغرى صنعاء ،منذ فترة وجيزة تم تقييد عمل اليمنيين في بعض البلدان العربية ؛لدرجة أن هناك من منعهم دخولها أو اللجوء عليها.
أعرفك بصنعاء لربما أنه كان مسكوت عنها في الصراعات الأمنية ،صنعاء عاصمة دولة اليمن الشقيقة ؛بلدة الحرية والأحرار ،البلدة العربية الأولى في خط الدفاع ضد الصهاينة ،
فكان هناك مراحل تصعيدية يمنية نظيفة اليد لنصرة إخوتنا في فلسطين ؛بدايةً من عملياتها التي تمثلت في استهداف:
1-مبنى هيئة الأركان الإسرائيلية في يافا باستخدام طائرة مسيّرة من نوع "صمّاد 4".
2-محطة كهرباء الخضيرة واحدة من العمليات التي استهدفت البنية التحتية الإسرائيلية.
3-مطار اللد الذي تم استهدافه ضمن العمليات العسكرية اليمنية.
4-ميناء أسدود الذي استُهدف أيضًا في هذه العمليات.
5-سفينة MSC ABYالتي تم استهدافها شمال البحر الأحمر لارتباطها بإسرائيل.
كل هذه العمليات جاءت في سياق دعم اليمن للقضية الفلسطينية وكان ذلك بعد أزمة أكتوبر لعام ألفين وثلاثة وعشرين 2023،
إضافةً لبيان الرئيس العسكري ضد السفن المُبحرة للموانئ الإسرائيلية،
وكان لهذا الأمر مراحل تصعيدية يمنيةأيضًا ،ويمكن تقسيم التصعيد اليمني ضد السفن الإسرائيلية إلى مراحل:
المرحلة الأولى: بدأت بإطلاق صواريخ من اليمن باتجاه إيلات الإسرائيلية، واستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، مع إعلان استهداف أي سفينة إسرائيلية.
المرحلة الثانية: تم فيها منع أي سفينة متجهة إلى إسرائيل من الإبحار في البحر الأحمر وبحر العرب، بدءًا من 12 ديسمبر 2023.
المرحلة الثالثة: توسعت لتشمل استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل في المحيط الهندي والسفن المارة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
المرحلة الرابعة: شملت استهداف أي سفينة متعاونة مع الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن وجهتها، مع توسيع دائرة النار إلى البحر الأبيض المتوسط.
المرحلة الخامسة: تميزت باستهداف تل أبيب بطائرة "يافا" المسيرة.
كل هذا كان يتمثل في الدفاع عن القضية الفلسطينية وهذا يجلب لأنفسنا شعور الفخر بدلًا عن الخزي والعار.
ولٰكن هل تعتقد أن الجانب الصهيوني سيلِج في غريزته أنه كان مُحقّا وأنه يتعامل بوحشية مع أبناء بني عروبته وحقه الدفاع ولتكن نتيجته وقف الإبادة الجماعية على الأقل ،بالطبع لا ،سترى الآن الأم الحنون في أقوى زي من العطاء ،
وسترى سيل من الدعم ينهمر ليقضي على كل ما في اليمن من قوى عسكرية ولوجستية ،أهدافها المُشاد بها بيِنة،مثل
1-حماية الملاحة الدولية: حيث قامت بتشكيل تحالف "حراس الازدهار" في ديسمبر 2023 لحماية الملاحة في البحر الأحمر،
وهذا رغم أن العمليات الحوثية كانت في الأساس موجهة ضد السفن الإسرائيلية.
2-ردع الحوثيين, في توجيه ضربات موجعة للحوثيين لإجبارهم على التراجع عن عملياتهم.
3-تقويض النفوذ الإيراني فالولايات المتحدة ترى الحوثيين أداة إيرانية للضغط عليها، لذا تسعى لضرب نفوذ طهران في المنطقة.
4-تعزيز العمق الاستراتيجي لإسرائيل فالبحر الأحمر وباب المندب يمثلان أهمية استراتيجية لإسرائيل، وتهدف الولايات المتحدة لدعم أمنها.
5-السيطرة على الممرات الاستراتيجية مثل باب المندب، وهو هدف استراتيجي طويل الأمد للولايات المتحدة لضمان حرية الملاحة.
وقد استهدفت الضربات الأمريكية مواقع في شمال وشمال غرب اليمن، تشمل:
أنفاق جبلية: يُشتبه في كونها مخازن أسلحة.
ثكنات عسكرية: ومنصات إطلاق للمسيرات في محافظات مثل الجوف وعمران.
قادة حوثيون: زعمت الولايات المتحدة استهداف خبراء في التصنيع العسكري.
كانت دوافع الحوثيين بشكل كبير تتمثل في دعم المقاومة الفلسطينية، تعزيز النفوذ والضغط على الولايات المتحدة.
مع توالي الغارات مؤخرًا في صمت مبالغ فيه ،آخر الاستهدافات على صنعاء كانت غارات إسرائيلية يوم 10 سبتمبر 2025، استهدفت وزارة الدفاع الحوثية في العاصمة اليمنية.
الهجمات شملت معسكرات ومجمعًا لتخزين الوقود، بالإضافة إلى قسم الإعلام التابع للحوثيين، حسب ما أعلنته القناة 12 الإسرائيلية.
فهذه سياسة العدو في الترهيب أو الإبادة بمعنى أدق ؛فقد قُصف مركز حماس القيادي في الدوحة بقطر ،ولكن في قطر الأمر كان يحمل شئ من الإختلاف ؛
كان هناك إدانة رسمية للعدو الغاشم وتحقيقات أمنية رادعة مع الإحتجاج بحفظ الحق في الرد في وقت من الأوقات ،على الرغم من أنها تحوى قواعد أمريكية وبريطانية وتركية ،
ولٰكن لم يعترف قوادها الآن إلا بالسلام الإقليمي للمنطقة وضرورة بث الوحدة العربية،
الوحدة العربية التي يدعوا لها رئيسنا في كل إجتماع طارئ يُعقد ولم يجد منهم شئ سوى الإعراض والتخلي.
هذا الأمر ليس شأننا الآن ،عندما دخلت قطر في عنق زجاجة الإستهداف واتضح لهم أنهم لن ينجوا من دموية يد العدو مهما قُدم له ،
دعت إلى الدعم وسرعان ما لبت معظم الدول العربية الدعوة ،ولٰكن من لصنعاء وضواحي اليمن ؛فاستهدافاتها ليست صهيونية فقط فالأمريكية تمارس بشكل أشد،
ولٰكن الحروب الأهلية المستمرة مع تعاقب ضربات العدو عليها كان السبب الرئيسي في منعها من حضور المجالس الطارئة أو حتى طلب العون من نظرائها العرب .
خطر الغاشم لا يقتصر على صنعاء أو حتى الدوحة ؛بل مستمر ليعطي لنفسه تحديات ووعيد بالإبادة الجماعية بفلسطين ،نشر دروزه بسوريا ،قصف ضواحي لبنان ،
هذا تحت بند قيام استراتيجية قوية وتعزيز نفوذه في التوسعة من النيل إلى الفرات ،
إضافة إلى قذف أسطول الصمود وتهديد ووعيد قد يصل إلى تنفيذ في كل داعم للقضية يوضح قبح فِعاله كخالد مشعل ومحمد المبحوح رحمهم الله.
العدو واحد ،والهدف بَين مع إختلاف طريقة الإغتيال،فلا سبيل للخلاص منه إلا بالوحدة العربية ونشر السلام الأمني بالمنطقة بتحجيم أمره أو حتى القضاء عليه.
وكونوا واعين باليمن وإن سُلب صوتها.
فاليمنُ أرضُ العزِّ والإباءِ
تاريخُها يشهدُ بالوفاءِ .
حفظ الله مصر وشعبها وأعان قياداتها على إكمال مسيرة النصر للإخوة العرب.