16 سبتمتبر 2025
الهدوء يَعُم المكان ،الأروقة آمنة لا ضجيج بها ،ولا صخب يعتليها ؛لدرجة أن صوت صرصور الحقل يؤنسك عن همس شفاه البشر،
هذا الهدوء ستجده طوال العامين أو حتى الأربع أعوام حتى تتجلى عليك نسائم الساحة الإنتخابية.
كان في الماضي مجلسان أحدهما شعب والآخر شورى ،والآن هما مجلس النواب والشيوخ ،مقالي هذا ما هو بالمدح أو الذم لأي منهم ؛
ولٰكنه توضيح لطبيعة عملهم ـ إن غفل عنها البعض ـ،إذا أردت بناء دولة فهذه الدولة لها مقومات ،أولها الأرض وثانيها الشعب وثالثها السيادة ورابعها الحكومة ،
ستقول السيادة والحكومة شئ واحد ،سأقول لك قطعًا لا ،وأن الحكومة هي طريق الوصل بين الشعب والسيادة لمساعدته في الحفاظ على بقعته ؛
فبالتالي العملية تكميلية وليست تطابقية ؛بمعنى أنه في حيِك مجلسان أحدهما تشريعي والآخر لنقل إداري أو إستشاري بعض الشئ ،
أما التنفيذ مِن قِبل السيادة ،دعني أضرب لك مثالًا ؛أخبرت أخاك أنك تريد شئ مهم يساعدك في أداء مهامك اليومية ليطلبه من رَب البيت ،
أخوك بالفعل طلب ولٰكن تفرد بالمطلب ،تلقائيًا ستشعر بالخذلان والعجز عن تأدية مهامك اليومية ،
نفس الأمر يا عزيزي- نيابةً عن دائرتي أو منطقتي -،مجلس النواب ومجلس الشيوخ يعقدان في بداية كل جولة إجتماعات طارئة ونريد ويريد وعند الوصول إلى المنصب أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد لا نملك حيلة،
دائرة محافظتي بها سبع مقاعد: أربعة منهم قائمة -صلاحيات حقي في إنتخابهم غير مكتملة الأركان - نظرًا لما تحتويه من تكتل سياسي وشعبي قبل إندلاع الانتخابات ،
والبقية فردي كل منهم حسب إستطاعته أو حسب تودده لست متأكدة،
المهم يا عزيزي ؛من المُفترض أنني سأحتاج إلى مدرسة وحدة صحية مركز خدمات يفيني حق من حقوقي ،بديهيات وليست رفاهيات -أقدم لك قريتي لا تحوى وحدة صحية -،ترتكز بها عربات الإسعاف لعل وعسى أمر طارئ،
والمفاجأة أنها بلا طبيب طوارئ ينعش الحالة حتى تصل إلى المستشفى التي تبعد عنا ما يقرب من ثلث ساعة إن كان الطريق فارغ،
أما عن الوحدة في البلدة المجاورة فهي تحوى غرفة غسيل كلوي وسط رُكام وممارس عام ينهي مدة تكليفه ـ كل مرشح يأخذها صورة للوعد بالتطوير ولا تتغير ،
وهذه القرية تخدم حوالي سبع قرى لا يملكون مباني لوحدة صحية ،خلافًا عن أن هذه القرى لا بها خدمات أو حتى رفاهيات،
إضافةً إلى المواصلات المستحيل وجودها بمناطقهم وقبل أن أنسى هناك كوبري ـ الدائري يملك الهون في العبور منه ـ،
علاوةً لما فيه من حوادث وحالات غرق انتشرت به للتكدس الزائد.
هذه أمور بسيطة تنغص على سكان ريفنا حياته ،إن كان الصوت المُنتخب لشيوخ أو نواب إستمر بنفس البلبلة أثناء سير عملية الإنتخابات ،
وٱمتلك الإصرار ليجعل حالة بلده في أحسن زي لها، يلبي مطالب دائرته ،يحاول توفير فرص عمل لهم ،
تبني قدراتهم ،التقدم بهم ومعهم للأمام ،توصيل صوتهم للسيادة؛ لا لطمث هويتهم والتفرد بإسمية المنصب.
المنصب لا شرف في مُسماه،لايزيدني أو حتى يزيد من حصتك بالجنة ،
ولٰكن بيدك زيادتها وجعل إسمك ساطعًا في كل جولة بلا بزخ أو مجهود،
كلمة السر في أنها "إفعل ما وَجب عليك فعله في مكانك لخدمة أصحاب الأمانة المُحمل بها"،
أما عن الناخبين فأعلم بأسهم ولٰكن "كونوا على العهد بيد نظيفة تختاروا من سيُصلح لا من سيدفع".
وفي الختام ولى الله من يُصلح وأعان القيادة على التقدم والإزدهار بمصر الحبيبة.