22 سبتمتبر 2025
من يتابع مسار القرارات العسكرية المصرية في السنوات الأخيرة، يدرك أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا ينظر إلى الأمن القومي المصري باعتباره مجرد «حماية للحدود»، بل كمعركة وجود وصر.اع إرادة في زمن لم يعد يعترف بالضعفاء.
قرار نشر منظومة HQ_9B الصينية في قلب سيناء ليس مجرد خطوة تقنية أو صفقة سلاح جديدة، بل هو تحول استراتيجي غير مسبوق منذ ٥٠ عامًا، ينقل الدفاع الجوي المصري من مربع صد العدوان إلى مربع فرض الحظر الجوي.
ولأول مرة، أصبح سيناريو إختراق سماء مصر مستحيلًا، لأن أي محاولة لاختراق المجال الجوي المصري ستعني ببساطة مواجهة شبكة نيران تغطي السماء كاملة.
«رادارات بزاوية ٣٦٠ درجة، #صواريخ تتجاوز ماخ ٤ بسرعة خارقة، أنظمة قادرة على اصطياد حتى الطائرات الشبحية».
بهذا القرار، لم يعد الدفاع الجوي المصري مجرد درع، بل أصبح سيفًا مسلطًا على أي قوة تفكر في العبث بأمن مصر.
القرار يعكس قراءة سياسية عسكرية عميقة من القيادة المصرية، «أي تهديد للاتفاقيات لن يرعب القاهرة، الأمن القومي المصري لن يُدار من الخارج، الردع لم يعد بالكلمات بل بالحقائق على الأرض».
هنا يبرز ذكاء السيسي، فهو لم يكتفِ بالرد الدبلوماسي، بل قدّم معادلة جديدة، التهديدات تقابلها قوة صلبة، والسيادة لا تقبل المساومة.
الميزة الأخطر ليست في HQ_9B وحدها، بل في دمجها داخل شبكة دفاع جوي مصرية تُصنف الآن كالأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط،
«مزيج من الأنظمة الشرقية والغربية، ربط محلي بنظم قيادة وسيطرة مصرية، مرونة تشغيلية تجعل أي محاولة لاختراقها مخاطرة خاسرة».
بهذا الدمج، مصر لم تشتري سلاحًا فحسب، بل صنعت فلسفة ردع جديدة، تعني أن السماء لم تعد مفتوحة بلا ثمن.
من يعرف خلفية الرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك أنه لا يفكر فقط كرجل دولة، بل كجندي حمل السلاح يومًا وفهم معنى الخطر،
هذا البُعد هو ما يجعل قراراته العسكرية حساسة التوقيت، دقيقة الحسابات، ورسائلها تتجاوز حدود مصر لتصل إلى كل من يحاول اختبار صبرها.
اليوم، إسرائيل تدرك أن ما اعتادت عليه لم يعد قائمًا، وأن السماء فوق سيناء تحولت من «مسرح عمليات مفتوح» إلى «منطقة محرمة».