تعقد جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الأحد، لبحث تداعيات اعتراف إسرائيل بما يسمى «أرض الصومال»، والتأكيد على الرفض العربي القاطع لأي خطوات أحادية تمس سيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، في إطار موقف عربي موحد داعم للاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
28 ديسمبر 2025

تعقد جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تداعيات إعلان الاحتلال الإسرائيلي اعترافه بما يسمى «أرض الصومال»، وذلك بناءً على طلب رسمي تقدمت به جمهورية الصومال الفيدرالية، وبتأييد واسع من الدول العربية الأعضاء، في خطوة تعكس موقفًا عربيًا موحدًا إزاء هذه التطورات التي تمس سيادة الدول ووحدة أراضيها.
ويهدف الاجتماع الطارئ إلى التأكيد على الرفض العربي القاطع لأي إجراءات أو قرارات أحادية الجانب من شأنها المساس بسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، أو تهديد الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، فضلًا عن التشديد على الالتزام الصارم بمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات جامعة الدول العربية، إلى جانب قرارات ومواقف الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، التي تؤكد جميعها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ومن المنتظر أن يناقش المندوبون الدائمون خلال الاجتماع سبل تعزيز الموقف العربي المشترك في مواجهة هذه الخطوة التي وُصفت بغير المسؤولة، والعمل على تنسيق التحركات السياسية والدبلوماسية العربية إقليميًا ودوليًا، من أجل التصدي لأي محاولات لفرض أمر واقع جديد أو تقويض وحدة الصومال، بما يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ويحول دون تفاقم التوترات في واحدة من أكثر المناطق حساسية على المستويين الإقليمي والدولي.
كما يركز الاجتماع على تأكيد التضامن العربي الكامل مع جمهورية الصومال الفيدرالية، ودعم مؤسساتها الشرعية، ومساندة جهود الحكومة الصومالية في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق التنمية المستدامة، في إطار احترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها، ورفض أي مساعٍ تهدف إلى زعزعة استقرارها أو المساس بنسيجها الوطني.
وكان السفير علي عبدي أواري، سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، قد أعلن في وقت سابق أن بلاده تقدمت بطلب رسمي لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تداعيات اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بما يسمى «جمهورية أرض الصومال المستقلة»، وإدانة هذا القرار ورفضه بشكل واضح وصريح، تضامنًا مع الصومال، ودفاعًا عن مبادئ السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول.
وأكد السفير الصومالي أن هذا الاعتراف يمثل سابقة خطيرة وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، ومحاولة لتقويض أسس الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، مشددًا على أن «أرض الصومال» جزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، وأن أي اعتراف أو تعامل خارج إطار الحكومة الشرعية في مقديشو يعد باطلًا ولا يترتب عليه أي آثار قانونية.
وتحظى الدعوة الصومالية بعقد الاجتماع الطارئ بتأييد عربي واسع، حيث أعربت عدة دول عربية عن رفضها التام لأي خطوات أحادية تمس سيادة الصومال، مؤكدين دعمهم الثابت لوحدة أراضيه واستقلاله، وحرصهم على عدم السماح بخلق بؤر توتر جديدة في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه القرن الإفريقي.
وفي هذا السياق، يُتوقع أن يصدر عن الاجتماع بيان ختامي يؤكد الموقف العربي الموحد، ويدين الاعتراف الإسرائيلي بما يسمى «أرض الصومال»، ويطالب المجتمع الدولي باحترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وعدم الانجرار وراء أي محاولات لتقسيم الدول أو فرض وقائع جديدة تتعارض مع الشرعية الدولية.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات سياسية متسارعة، ما يستدعي، بحسب مراقبين، تنسيقًا عربيًا مكثفًا للحفاظ على استقرار القرن الإفريقي، الذي يمثل عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي العربي، وممرًا حيويًا للتجارة الدولية وحركة الملاحة البحرية.
ويعكس التحرك العربي السريع لعقد الاجتماع الطارئ حرص الدول العربية على الدفاع عن مبادئ السيادة ووحدة الأراضي، ورفض سياسة فرض الأمر الواقع، والتأكيد على أن أي محاولات للمساس باستقرار الدول العربية أو الإفريقية لن تمر دون موقف عربي جماعي واضح وحازم.