28 ديسمبر 2025

أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأحد، نشر مجموعات من الجيش العربي السوري مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات في مراكز مدينتي اللاذقية وطرطوس بالساحل الغربي للبلاد، وذلك على خلفية هجمات مسلحة استهدفت قوات الأمن ومواطنين خلال احتجاجات شهدتها المنطقتان، وأسفرت عن سقوط قتلى وعشرات المصابين، في تطور يعكس تصاعد التوترات الأمنية في الساحل السوري.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع أن نشر الوحدات العسكرية جاء بعد “تصاعد عمليات الاستهداف من قبل مجموعات خارجة عن القانون باتجاه الأهالي وقوى الأمن”، مؤكدة أن مهمة هذه القوات تتمثل في “حفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي”، ومنع أي محاولات لزعزعة الأمن أو استهداف المدنيين والمؤسسات الرسمية.
وأفادت وسائل إعلام سورية، في وقت سابق اليوم، بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 48 آخرين، جراء إطلاق نار نفذته مجموعات مسلحة وُصفت بأنها تابعة للنظام السابق، واستهدفت قوات الأمن وعددًا من المواطنين في مدينتي اللاذقية وطرطوس. كما ذكر التلفزيون السوري أن أحد عناصر قوى الأمن قُتل وأُصيب آخرون خلال هجوم تعرضوا له أثناء قيامهم بحماية الاحتجاجات في مدينة اللاذقية.
وفي هذا السياق، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، إن عناصر الأمن الداخلي في اللاذقية وجبلة تعرضوا لاعتداءات من قبل “عناصر إرهابية تابعة لفلول النظام البائد”، وذلك خلال المظاهرات التي دعا إليها شخص يُدعى غزال غزال، مشيرًا إلى أن الاعتداءات أسفرت عن إصابة عدد من العناصر الأمنية، إضافة إلى تكسير سيارات تتبع للمهام الخاصة والشرطة.
وأوضح الأحمد أنه تم رصد عناصر ملثمة ومسلحة خلال الاحتجاجات في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية ودوار المشفى الوطني في مدينة جبلة، مؤكدًا أن هذه العناصر تتبع لما يُسمى خلية “سرايا درع الساحل” وخلية “سرايا الجواد”، اللتين تُتهمان بتنفيذ عمليات تصفية ميدانية وزرع عبوات ناسفة، إضافة إلى تفجير عبوات على أوتوستراد M1، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وفي تطور أمني متصل، أعلنت وزارة الداخلية السورية القبض على أحد أعضاء خلية “سرايا الجواد” في ريف جبلة بالساحل السوري، وذلك ضمن عملية أمنية وصفتها بالنوعية، نُفذت في إطار ملاحقة الخلايا المسلحة الناشطة في المنطقة. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة تمكنت من القبض على المدعو باسل عيسى علي جماهيري، أحد عناصر الخلية، خلال عملية استكمالية نفذتها في قرية دوير بعبدة بريف جبلة.
وأضافت الوزارة أن الخلية متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية، وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي والجيش العربي السوري، كما كانت تعمل على التحضير لاستهداف احتفالات رأس السنة الجديدة، الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المدنيين وسلامتهم.
ووفق البيان الرسمي، أسفرت العملية الأمنية عن مقتل ثلاثة من أفراد الخلية المسلحة، وإلقاء القبض على أحد عناصرها، إلى جانب ضبط عبوات ناسفة وأسلحة متنوعة وذخائر مختلفة، بالإضافة إلى سترات عسكرية. وأكدت وزارة الداخلية أن الجهود لا تزال مستمرة لاستكمال تفكيك الخلية بشكل كامل، والقضاء على جميع امتداداتها في المنطقة.
كما أشارت الوزارة إلى أنه خلال التحقيق مع المتهم المقبوض عليه، اعترف بإخفاء كميات من الأسلحة والذخائر التي كانت تستخدمها الخلية في استهداف مواقع الأمن الداخلي والجيش. وبناءً على تلك الاعترافات، توجهت فرق مختصة إلى المواقع المحددة، حيث جرى ضبط أسلحة رشاشة وذخائر متنوعة تمت مصادرتها أصولًا.
وأكدت وزارة الداخلية أن المتهم أُحيل إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، مشددة على أن هذه العمليات تأتي في إطار الجهود الأمنية المتواصلة لملاحقة الخلايا المسلحة المرتبطة بالنظام السابق، وحماية المواطنين السوريين، وصون الأمن والاستقرار في مختلف المحافظات السورية، ولا سيما المناطق الساحلية التي شهدت توترات أمنية خلال الفترة الأخيرة.