30 ديسمبر 2025

أعربت المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، عن أسفها إزاء ما وصفته بضغوط مارستها دولة الإمارات العربية المتحدة على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، لدفعها إلى تنفيذ تحركات وعمليات عسكرية قرب الحدود الجنوبية للمملكة، في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرة أن تلك التحركات تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني السعودي، ولأمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، أن الخطوات التي جرى اتخاذها «تعد بالغة الخطورة، ولا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن»، مشددة على أنها لا تخدم الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية.
وأوضح البيان أن هذا الموقف يأتي استكمالًا لبيان سابق صادر عن وزارة الخارجية بتاريخ 5 / 7 / 1447هـ الموافق 25 ديسمبر 2025، والذي تطرقت فيه المملكة إلى الجهود التي بذلتها بالتنسيق مع دولة الإمارات لمعالجة الخطوات التصعيدية التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة.
وأشار البيان كذلك إلى ما ورد في بيان مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إضافة إلى البيان الصادر عن قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بشأن تحرك سفن محمّلة بالأسلحة والعربات الثقيلة من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا، دون الحصول على تصاريح رسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف.
وشددت المملكة في بيانها على أن أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني يُعد «خطًا أحمر»، مؤكدة أنها «لن تتردد في اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديد وتحييده»، بما يحفظ أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وفي السياق ذاته، أكدت السعودية التزامها الثابت بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وحكومته، مشددة على استمرارها في مساندة الجهود السياسية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية عبر حل سياسي شامل.
كما جددت المملكة تأكيدها على أن القضية الجنوبية «قضية عادلة»، ولها أبعاد تاريخية واجتماعية وسياسية، معتبرة أن الطريق الوحيد لمعالجتها يتمثل في الحوار السياسي الشامل، وتحت مظلة الحل السياسي في اليمن، وبمشاركة جميع الأطراف اليمنية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي خطوة لافتة، شددت السعودية على أهمية استجابة دولة الإمارات لطلب الحكومة اليمنية بخروج قواتها العسكرية من الأراضي اليمنية خلال أربع وعشرين ساعة، إلى جانب إيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف داخل اليمن، بما يسهم في تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد العسكري.
وأعربت المملكة عن أملها في أن تسود الحكمة، وأن يتم تغليب مبادئ الأخوة وحسن الجوار، والعلاقات الوثيقة التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكدة أن مصلحة اليمن الشقيق وأمن المنطقة يجب أن تكون أولوية مشتركة.
وختمت وزارة الخارجية السعودية بيانها بالتأكيد على حرص المملكة على الحفاظ على العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات وتعزيزها، والعمل المشترك من أجل دعم الاستقرار والرخاء في المنطقة، معربة عن تطلعها إلى اتخاذ خطوات بنّاءة من الجانب الإماراتي تسهم في احتواء التوتر والحفاظ على وحدة الصف الخليجي.