09 سبتمتبر 2025
شهدت الساحة السورية تصعيداً جديداً، إذ شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية متزامنة على مواقع عسكرية في ريفي حمص واللاذقية، في وقت لم تصدر فيه حتى الآن أي بيانات رسمية من الجانب السوري حول طبيعة المواقع المستهدفة أو حجم الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن القصف.
وأفادة مصادر إن أصوات ثلاثة انفجارات عنيفة سُمعت في محيط منطقة الأوراس بريف حمص، بالتزامن مع استهداف جوي آخر استهدف محيط قاعدة عسكرية في منطقة سقوبين بريف اللاذقية، الأمر الذي يعكس طابع الهجمات المركّزة والمتزامنة. وأضاف أن حالة من الاستنفار سادت في أجواء المنطقتين عقب القصف، وسط تداول أنباء غير مؤكدة عن تحليق مكثف للطائرات في الأجواء.
وتأتي هذه الضربات في توقيت لافت، إذ نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيعقد خلال هذا الأسبوع اجتماعاً مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول دلالات هذه التطورات العسكرية والسياسية المتزامنة، واحتمال ارتباطها برسائل ضغط أو رسائل متبادلة بين الطرفين.
وكانت إسرائيل قد صعّدت من وتيرة هجماتها في الأسابيع الأخيرة، حيث نفذت في أواخر الشهر الفائت سلسلة غارات على مواقع عسكرية في منطقة الكسوة بريف دمشق الغربي، أعقبها إنزال جوي محدود، استهدف مقرات يُعتقد أنها تابعة للجيش السوري. هذه العمليات المتكررة، بحسب مراقبين، تندرج ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى تقويض النفوذ العسكري السوري والإيراني في المنطقة، ومنع أي تمركز عسكري جديد قد يُنظر إليه كتهديد مباشر للأمن الإسرائيلي.
ويرى محللون أن استمرار هذه الهجمات، في ظل غياب أي ردود عسكرية مباشرة من الجانب السوري، يعكس معادلة قوة غير متكافئة، حيث تواصل إسرائيل استغلال هامش الحركة الذي تتيحه الظروف الدولية والإقليمية الراهنة. كما يُتوقع أن تثير هذه التطورات مزيداً من الجدل حول مستقبل التوازنات في سوريا، لا سيما مع اقتراب انعقاد اجتماعات إقليمية ودولية تبحث الملف السوري كجزء من مشهد أوسع يضم قضايا أمنية وسياسية معقدة.