30 سبتمتبر 2025
وقع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مرسوماً يمنحه صلاحيات أمنية واسعة في حال تعرض البلاد لأي تدخل عسكري خارجي، وعلى رأسه هجوم محتمل من الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز. وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوتر بين كراكاس وواشنطن التي تتهمها فنزويلا بالتخطيط للإطاحة بنظامها.
وبموجب المرسوم الجديد، يحق لمادورو تعبئة القوات المسلحة على نطاق وطني، ومنح الجيش سلطة مباشرة على قطاعات حيوية مثل الخدمات العامة وصناعة النفط، ما يعني تعزيز قبضة المؤسسة العسكرية على مفاصل الدولة في حال وقوع أي عدوان. وترى السلطات الفنزويلية أن هذه الإجراءات وقائية وضرورية لضمان "الدفاع عن السيادة الوطنية".
ويأتي القرار بعد أن عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في البحر الكاريبي، حيث نشرت أسطولاً من السفن الحربية تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات في المنطقة. وفي الأسابيع الأخيرة، نفذت القوات الأميركية عدة عمليات استهدفت قوارب قالت إنها تحمل شحنات مخدرات قادمة من فنزويلا، وأسفرت تلك الضربات عن مقتل أشخاص كانوا على متنها، وهو ما أثار جدلاً بين خبراء حول مدى قانونية هذه العمليات في المياه الدولية.
وفي محاولة لتخفيف التوتر، كان مادورو قد بعث برسالة إلى الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، مقترحاً الدخول في محادثات مباشرة لإعادة بناء العلاقات بين البلدين. وأكد في رسالته أنه يسعى لعلاقة "تاريخية وسلمية" مع الولايات المتحدة، نافياً الاتهامات الأميركية لبلاده بالضلوع في تجارة المخدرات الدولية.
لكن تقارير إعلامية أميركية، من بينها ما نشرته شبكة "إن.بي.سي"، كشفت أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس خيارات عسكرية تستهدف مواقع مرتبطة بعمليات التهريب المزعومة داخل الأراضي الفنزويلية، وهو ما تعتبره كراكاس دليلاً إضافياً على "التهديد المباشر" الذي تواجهه.
وفي تصريحات أمام دبلوماسيين، شددت نائبة الرئيس رودريغيز على أن ما تقوم به إدارة ترمب وبعض السياسيين الأميركيين، وفي مقدمتهم السيناتور ماركو روبيو، يشكل "خطراً حقيقياً على الأمن والاستقرار في فنزويلا". وأضافت أن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سيادة البلاد وشعبها.
بهذا المرسوم، يكون مادورو قد وضع البلاد في حالة استعداد قصوى، مؤكداً أن أي محاولة خارجية لزعزعة الاستقرار ستواجه برد عسكري وسياسي واسع النطاق، في وقت تستمر فيه العلاقات بين كراكاس وواشنطن في الانحدار نحو مزيد من المواجهة.