18 ديسمبر 2025

طلبت فنزويلا، اليوم الخميس، من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع عاجل لمناقشة ما وصفته بـ«العدوان الأمريكي المستمر» ضدها، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين كاراكاس وواشنطن، على خلفية إجراءات أمريكية جديدة تستهدف قطاع النفط الفنزويلي، الذي يُعد المصدر الرئيسي للدخل في البلاد.
وبحسب رسالة رسمية موجهة إلى مجلس الأمن، والمؤلف من 15 دولة عضوًا، اطلعت عليها وكالة «رويترز»، أكدت الحكومة الفنزويلية أن الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي في الأمم المتحدة، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن من المرجح أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا لمناقشة الطلب الفنزويلي يوم الثلاثاء المقبل، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه المناقشات، في ظل الانقسام المعروف داخل المجلس بشأن الملف الفنزويلي.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أجرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الأربعاء، محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تناولت ما وصفته كاراكاس بـ«تصاعد التهديدات الأمريكية» ضد البلاد، لا سيما عقب إعلان واشنطن فرض حصار جزئي على شحنات النفط الفنزويلية.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الفنزويلية، نقلته وكالة «فرانس برس»، حذّر مادورو من أن الحملة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حكومته «تنطوي على تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليميين»، معتبرًا أن الإجراءات الأحادية الجانب التي تتخذها الولايات المتحدة تهدف إلى خنق الاقتصاد الفنزويلي وزيادة معاناة الشعب.
وأضاف البيان أن الرئيس الفنزويلي شدد خلال اتصاله مع جوتيريش على ضرورة اضطلاع الأمم المتحدة بدورها في حماية القانون الدولي ومنع استخدام العقوبات والحصار كأدوات للضغط السياسي، داعيًا المنظمة الدولية إلى اتخاذ موقف واضح إزاء ما وصفه بـ«الابتزاز الاقتصادي».
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان منفصل، إن أنطونيو جوتيريش يواصل جهوده الرامية إلى «تجنّب مزيد من التصعيد بين واشنطن وكاراكاس»، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والالتزام بالحوار والوسائل الدبلوماسية لحل الخلافات.
وكان الرئيس الأمريكي قد أمر، يوم الثلاثاء الماضي، بفرض ما وصفه بـ«حصار» على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تغادرها، في أحدث خطوة تتخذها واشنطن لتشديد الضغط على حكومة مادورو، مستهدفة بذلك الشريان الاقتصادي الأهم للبلاد.
وتعتبر فنزويلا هذه الخطوة تصعيدًا خطيرًا يرقى إلى مستوى الحصار البحري غير المعلن، بينما تؤكد الولايات المتحدة أن إجراءاتها تهدف إلى منع الحكومة الفنزويلية من الاستفادة من عائدات النفط، متهمة إياها بالفساد وتقويض الديمقراطية.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار التصعيد بين الطرفين إلى تداعيات اقتصادية وإنسانية أوسع داخل فنزويلا، فضلًا عن تأثيراته المحتملة على أسواق الطاقة العالمية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات سياسية متزايدة.
وفي ظل هذه التطورات، يترقب المجتمع الدولي نتائج اجتماع مجلس الأمن المرتقب، وما إذا كان سيفضي إلى تحرك أممي فعلي يخفف من حدة التوتر، أو يفتح الباب أمام مسار دبلوماسي جديد بين واشنطن وكاراكاس.