أطلق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تحذيرات حادة بشأن أي وجود عسكري أوروبي محتمل في أوكرانيا، مؤكداً أنه سيُعد هدفاً مشروعاً للقوات الروسية، بالتزامن مع تأكيد موقف موسكو الرافض لأي شكل من أشكال استقلال تايوان، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الصين.
28 ديسمبر 2025

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن أي وحدات عسكرية أوروبية قد يتم نشرها على الأراضي الأوكرانية ستُعتبر “أهدافاً مشروعة” للقوات المسلحة الروسية، في تصعيد جديد للخطاب الروسي تجاه الدول الأوروبية الداعمة لكييف. وجاءت تصريحات لافروف في مقابلة نشرتها، اليوم الأحد، وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”، تناول خلالها جملة من القضايا الدولية، أبرزها الحرب في أوكرانيا، والتوترات في شرق آسيا، والعلاقات الروسية – الأوروبية.
وأكد لافروف أن موسكو تتابع عن كثب النقاشات الدائرة في بعض العواصم الأوروبية بشأن إرسال قوات أو وحدات عسكرية إلى أوكرانيا، معتبراً أن مثل هذه الخطوات، إذا تم تنفيذها، ستُعد مشاركة مباشرة في النزاع، ولن تبقى دون رد. وشدد على أن روسيا “لن تميّز” بين القوات الأوكرانية وأي قوات أجنبية تقاتل إلى جانبها على الأرض.
وفي سياق متصل، وجّه وزير الخارجية الروسي انتقادات حادة للساسة الأوروبيين، متهماً إياهم، من دون تقديم أدلة، بأنهم مدفوعون بـ“أطماع سياسية وجيوسياسية” في تعاملهم مع كييف، على حساب مصالح الشعب الأوكراني نفسه، وكذلك مصالح شعوب دولهم. وقال إن استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا يفاقم الأزمة ويطيل أمد الحرب، بدلاً من البحث عن حلول دبلوماسية تضمن الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية.
وعلى صعيد آخر، جدّد لافروف موقف بلاده الداعم للصين في ملف تايوان، مؤكداً أن روسيا تعارض استقلال تايوان “بأي شكل من الأشكال”، وتعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية. وأضاف أن هذا الموقف يستند إلى مبادئ القانون الدولي، ولا سيما مبدأ وحدة أراضي الدول.
كما دعا لافروف اليابان إلى “التفكير ملياً” في مسارها الحالي، محذراً مما وصفه بتنامي النزعة نحو “العسكرة” في السياسات اليابانية، في إشارة إلى زيادة الإنفاق العسكري وتوسيع القدرات الدفاعية، معتبراً أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة شرق آسيا.
وتعكس تصريحات لافروف تشدداً روسياً متواصلاً في عدد من الملفات الدولية، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتتشابك فيه الأزمات الجيوسياسية بين أوروبا وآسيا.