30 سبتمتبر 2025
بوابة حياة نيوز - متابعات
شهد ريف درعا الغربي، صباح اليوم الثلاثاء، توغلاً جديداً لقوات الاحتلال التي أقدمت على دخول محيط بلدة كويا الواقعة قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، في خطوة أثارت مخاوف الأهالي من احتمال تصاعد الانتهاكات العسكرية المتكررة في المنطقة.
ووفق ما أوردته شبكة "درعا 24" الإخبارية المحلية، فإن قوة عسكرية إسرائيلية تضم خمس سيارات توغلت في أطراف البلدة، وأقامت حاجزاً مؤقتاً عند بئر المياه على الطريق الواصل بين كويا وبلدة عابدين المجاورة. كما أشارت المصادر إلى أنّ قوة أخرى، تضم عدداً مماثلاً من المركبات، نصبت حاجزاً قرب منطقة العارضة، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع مسيّرة في أجواء البلدة والقرى المحيطة بها.
هذا التحرك العسكري ليس الأول من نوعه، إذ تأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من الانتهاكات التي دأب جيش الاحتلال على تنفيذها في المناطق المتاخمة لخطوط الفصل مع الجولان السوري المحتل. ويؤكد ناشطون محليون أنّ هذه الممارسات تشمل، إلى جانب التوغلات، عمليات مراقبة وتجسس بالطائرات المسيّرة، إضافة إلى اعتقال مدنيين يعملون في الزراعة أو الرعي ضمن الأراضي القريبة من الحدود.
ويرى مراقبون أن ما جرى اليوم يعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى فرض واقع أمني جديد في المنطقة، عبر إظهار القدرة على التحرك بحرية داخل الأراضي السورية، مع استخدام الحواجز المؤقتة كوسيلة لمراقبة التحركات وفرض التضييق على الأهالي. كما يربط البعض هذه التحركات بتصاعد التوترات في الجبهة الجنوبية السورية، وما قد يحمله ذلك من احتمالات لانفجار مواجهات جديدة أو لتوسيع رقعة الاستهداف الإسرائيلي لمواقع داخل العمق السوري.
من جانبهم، عبّر سكان بلدة كويا والبلدات المجاورة عن قلقهم من استمرار هذه التوغلات التي تزيد من معاناتهم اليومية، خاصة أن وجود الحواجز العسكرية يحول دون تنقلهم بحرية، ويؤثر سلباً على أعمالهم الزراعية وحياتهم المعيشية. كما أبدوا خشيتهم من أن تتحول هذه الحواجز المؤقتة إلى نقاط ثابتة، ما يعمّق الوجود العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة الجنوبية حالة من الترقب، في ظل غياب أي موقف رسمي يحدّ من التوغلات الإسرائيلية المتكررة، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الأوضاع الأمنية في درعا وأريافها، وما إذا كانت هذه الانتهاكات مقدمة لتدخلات أوسع قد تشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة.