01 اكتوبر 2025
أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن، اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن استهداف سفينة شحن تجارية أثناء مرورها في مياه خليج عدن، في أحدث هجوم بحري تتبناه الجماعة منذ بدء تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت الجماعة، في بيان نشرته عبر منصاتها الإعلامية، إنها استهدفت سفينة الشحن المسماة "مينيرفاجراخت" بصاروخ مجنح، مؤكدة أن الهجوم أصاب السفينة بشكل مباشر وتسبب في اندلاع حريق على متنها، ما جعلها مهددة بالغرق. وأضاف البيان أن العملية جاءت رداً على ما وصفته بانتهاك الشركة المالكة لقرار الحوثيين القاضي بمنع مرور السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وخليج عدن.
وتعد هذه العملية جزءًا من سلسلة هجمات بحرية يشنها الحوثيون منذ أشهر على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو تتجه إلى موانئها. وقد امتدت تلك العمليات لتشمل استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة في استهداف مواقع إسرائيلية بشكل مباشر، وهو ما أدى إلى تصاعد التحذيرات الدولية بشأن أمن الملاحة في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية.
في المقابل، كانت إسرائيل قد ردّت مراراً على هذه الهجمات بشن غارات جوية ضد مواقع ومنشآت تابعة للحوثيين داخل الأراضي اليمنية، مستهدفة بنى تحتية حيوية خاصة بالطاقة ومخازن أسلحة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية وصفت بأنها كبيرة. وترى إسرائيل أن الضربات تهدف إلى تقليص قدرة الحوثيين على الاستمرار في تهديد حركة التجارة العالمية والملاحة الدولية.
ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من أن تؤدي الهجمات الحوثية إلى تهديد طرق الإمداد الحيوية، خاصة أن خليج عدن يشكل ممراً رئيسياً لخطوط الملاحة نحو قناة السويس، وهو ما قد ينعكس على حركة التجارة وأسعار الطاقة عالمياً.
كما لم تصدر حتى الآن بيانات من جهات دولية أو من الشركة المالكة للسفينة لتوضيح حجم الأضرار أو مصير طاقمها، بينما تشير التقديرات إلى أن استمرار هذا النمط من الهجمات قد يضاعف من التدخلات الدولية لضمان حماية السفن التجارية.
ويؤكد مراقبون أن استهداف السفن في خليج عدن والبحر الأحمر يمثل تصعيداً خطيراً يربط بين الحرب في غزة وأمن الملاحة الدولية، الأمر الذي قد يدفع قوى إقليمية ودولية للتدخل بشكل أكبر لردع مثل هذه العمليات أو تأمين الممرات البحرية الاستراتيجية.