02 اكتوبر 2025
بوابة حياة نيوز - متابعات
أعرب رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، يوم الخميس عن استعداد الجهاز التنفيذي لفتح قنوات الحوار مع مختلف الفاعلين، وذلك في ظل استمرار المظاهرات الشبابية المناهضة للحكومة لليوم السادس على التوالي. وأكد أخنوش أن الحكومة، بمكوناتها الحزبية المختلفة، تفاعلت مع المطالب التي رفعتها هذه التعبيرات الشبابية، مشدداً على أنها تعلن انفتاحها على النقاش داخل المؤسسات الرسمية وكذلك في الفضاءات العمومية، بما يعكس الرغبة في احتواء التوتر الاجتماعي عبر الآليات الديمقراطية.
وأشار رئيس الوزراء في بيان رسمي إلى أن تعاطي الأجهزة الأمنية مع هذه الأحداث اتسم بالانضباط، مبرزاً في الوقت ذاته أن حصيلة الاحتجاجات أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى. وقد أثارت هذه الحصيلة نقاشاً واسعاً، خاصة مع بروز شهادات متضاربة حول طبيعة المواجهات التي شهدتها عدة مدن.
من جانبه، أوضح رشيد الخلفي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن ما يبعث على القلق هو المشاركة الواسعة للأطفال والقاصرين في بعض التحركات، حيث بلغت نسبتهم في بعض الحالات كامل المجموعات المشاركة، أي ما يقارب مئة في المئة. وأضاف الخلفي أن وحدات الدرك الملكي اضطرت في بعض المواقع إلى استعمال السلاح الوظيفي في إطار الدفاع الشرعي عن النفس، وذلك بعد تعرض عناصر الأمن لهجمات بأسلحة بيضاء، واقتحام عدد من البنايات العمومية والمقرات الأمنية من طرف مجموعات من المحتجين.
وتعود شرارة هذه التحركات إلى دعوة أطلقتها حركة "الجيل زد 212"، وهي حركة شبابية ناشئة، لتنظيم مظاهرات سلمية انطلقت منذ السبت الماضي. وترتكز مطالب الحركة أساساً على محاربة الفساد المستشري في بعض القطاعات، وإعادة ترتيب الأولويات الحكومية بما يضع التعليم والصحة في صدارة السياسات العمومية، عوض تخصيص استثمارات ضخمة للبنية التحتية الرياضية.
ويثير هذا المطلب حساسية خاصة، إذ أن المغرب رصد خلال السنوات الأخيرة ميزانيات معتبرة لتشييد ملاعب ومنشآت رياضية استعداداً لاحتضان كأس أمم أفريقيا لعام 2026، وكأس العالم لكرة القدم 2030 الذي سينظم بشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال. ويرى المحتجون أن هذه النفقات كان بالإمكان توجيهها لتحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
وبينما يتواصل الحراك الشبابي وتتسع رقعة النقاش العام حوله، يترقب الرأي العام الخطوات المقبلة للحكومة، وما إذا كانت ستبادر فعلاً إلى فتح قنوات حوار جدي مع ممثلي الحركة الشبابية والقوى الاجتماعية، أم أن المواجهة ستتواصل على الأرض بما قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد.