05 اكتوبر 2025
غزة – قُتل العشرات من الفلسطينيين اليوم السبت في سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، وذلك رغم دعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية تمهيداً لبدء محادثات سلام مرتقبة في مصر خلال الأيام المقبلة.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة بغزة إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة خلفت عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبة في الوصول إلى مواقع القصف بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالطرق والبنية التحتية، مشيراً إلى أن بعض الجثث لا تزال تحت الأنقاض.
وجاءت هذه التطورات الدامية بعد ساعات من تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، أكد فيه أن إسرائيل وافقت على "خط انسحاب أولي" داخل قطاع غزة، وأن وقف إطلاق النار سيكون سارياً فور تأكيد حركة "حماس" موافقتها على الخطة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
وقال ترامب في منشوره إن خطته تتضمن ترتيبات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس مقابل وقف شامل للعمليات العسكرية، وبدء مفاوضات حول إعادة إعمار القطاع وفتح المعابر الإنسانية تحت إشراف دولي. وأضاف أنه تلقى "إشارات إيجابية" من الجانبين بشأن استعدادهما للمشاركة في محادثات القاهرة المرتقبة.
لكن على أرض الواقع، لم تظهر مؤشرات على تهدئة الأوضاع، إذ واصلت الطائرات الإسرائيلية قصف أهداف قالت إنها تابعة لحركة حماس والجهاد الإسلامي، فيما أطلقت فصائل فلسطينية عدداً من الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية القريبة من القطاع. وسمع دوي انفجارات عنيفة في مناطق متعددة من غزة، وسط تصاعد أعمدة الدخان الكثيفة في الأفق.
وقال شهود عيان إن الغارات استهدفت منازل سكنية ومبانٍ تجارية في مدينة غزة وخان يونس ورفح، ما تسبب في دمار واسع وتشريد مزيد من العائلات. ووصفت الأوضاع الإنسانية في القطاع بأنها "كارثية"، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المواد الغذائية والوقود والأدوية.
ومن المتوقع أن تستضيف القاهرة خلال الأيام المقبلة جولة جديدة من المحادثات بمشاركة وفود من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة، في محاولة جديدة لوقف النزاع الذي أودى بحياة آلاف الفلسطينيين منذ اندلاعه قبل عامين.