08 اكتوبر 2025
أُصيب شاب من أهالي بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي، اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عمله في جمع الحطب داخل حرش البلدة المحاذي للمنطقة العازلة، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تستهدف السكان المحليين ومصادر رزقهم في المنطقة الحدودية.
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا في القنيطرة بأن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها باتجاه الشاب خلال قيامه بجمع الحطب قرب أطراف الحرش، ما أدى إلى إصابته بجروح متفاوتة نُقل على إثرها إلى أحد المراكز الطبية في المنطقة لتلقي العلاج، دون أن تُعرف حالته الصحية بشكل دقيق حتى الآن.
وأشار المراسل إلى أن الحادثة جاءت بعد يوم واحد فقط من قيام قوات الاحتلال بإلقاء قنابل دخانية باتجاه المزارعين في حرش جباتا الخشب، الأمر الذي تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي، وأجبر العديد من المزارعين على مغادرة أراضيهم ووقف أعمالهم الزراعية خوفاً من تجدد الاعتداءات.
وتُسجّل منطقة جباتا الخشب ومحمية الحرش الطبيعية منذ أشهر سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، في إطار سياسة تضييق ممنهجة على السكان المحليين، عبر استهداف المزارعين والرعاة ومنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية، ولا سيما في المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار.
وكان تقرير سابق لموقع تلفزيون سوريا قد وثّق ممارسات قوات الاحتلال في المنطقة، حيث أقدمت آلياتها العسكرية على تجريف مساحات واسعة من الغابات والأحراش القريبة من الخط الفاصل، في خطوة وصفتها مصادر محلية بأنها "عملية منظمة" تهدف إلى إزالة الغطاء النباتي الذي يشكّل حاجزاً طبيعياً بين القرى السورية والمواقع الإسرائيلية.
وأكد عدد من أهالي ريف القنيطرة أن هذه الإجراءات فاقمت من معاناتهم، إذ باتت عمليات جمع الحطب والرعي والزراعة محفوفة بالمخاطر، في ظل تزايد إطلاق النار والتحذيرات المتكررة من الجنود الإسرائيليين المنتشرين في محيط المنطقة. وقال أحد وجهاء البلدة إن "الاحتلال يمنع حتى أبسط مظاهر الحياة اليومية، واليوم يضيف منع جمع الحطب عبئاً جديداً على الأهالي مع حلول موسم البرد".
وتُعد منطقة حرش جباتا الخشب من أبرز المناطق الحرجية في محافظة القنيطرة، وتضم تنوعاً بيئياً غنياً يشمل أشجار السنديان والبلوط والصنوبر. غير أن هذه الثروة الطبيعية تتعرض لتدهور مستمر بسبب الحرائق والأعمال العسكرية، لتأتي عمليات التجريف الأخيرة فتزيد من تراجع الغطاء النباتي وتهدد التوازن البيئي والحياة البرية في المنطقة.
وبينما يطالب الأهالي بوقف الاعتداءات والسماح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في فرض قيود مشددة على التحرك داخل المناطق الحدودية، في ظل صمت دولي متواصل تجاه هذه الانتهاكات التي تمس المدنيين وبيئتهم على حد سواء