10 اكتوبر 2025
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ رسميًا، اليوم الجمعة، عقب إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها على بنود اتفاق شرم الشيخ للسلام، الذي جرى التوصل إليه بوساطة مصرية وبمشاركة أطراف دولية، من بينها الولايات المتحدة والأمم المتحدة. ويأتي الاتفاق بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة الهادفة إلى إنهاء جولة التصعيد الأخيرة التي شهدها القطاع، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي بدأ فعليًا تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب التدريجي من قطاع غزة، على أن يكتمل الانسحاب الكامل خلال 24 ساعة، وفق ما تنص عليه بنود الاتفاق. وبالتوازي مع ذلك، ستبدأ عملية إطلاق سراح المحتجزين من الجانبين، بإشراف دولي، وتحت مراقبة لجنة مشتركة تضم ممثلين من الأمم المتحدة ومصر وقطر.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) عن مصادر حكومية إسرائيلية قولها إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) صادق بالإجماع على الاتفاق، الذي يشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وفتح المعابر الإنسانية بشكل تدريجي، والسماح بدخول المساعدات الطبية والغذائية إلى القطاع. كما أشارت المصادر إلى أن الاتفاق يتضمن بندًا خاصًا بإنشاء قوة مهام مشتركة قوامها 200 جندي إسرائيلي، تتولى التنسيق مع الأطراف الدولية لمراقبة تنفيذ الهدنة وضمان عدم تجدد القتال.
وفي المقابل، أكدت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة لن تشارك بقوات ميدانية داخل قطاع غزة، حيث أوضح مسؤول أمريكي رفيع أن دور واشنطن في الاتفاق "يقتصر على الدعم الدبلوماسي واللوجستي"، مع تقديم المساعدة التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار عبر الأقمار الصناعية ووسائل الاتصال الحديثة.
كما أشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة ترحب بالجهود المصرية الحاسمة التي قادت إلى التوصل لهذا الاتفاق، مشيدًا بالدور الإقليمي في احتواء الأزمة وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
ومن المتوقع أن تبدأ خلال الساعات المقبلة تحركات ميدانية واسعة لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة في غزة، بإشراف من منظمات الإغاثة الدولية. ويأمل سكان القطاع أن يشكّل هذا الاتفاق بداية لمرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار بعد أشهر من العنف والمعاناة المستمرة.