11 اكتوبر 2025
كشف القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، أن لجنة عسكرية من قيادات «قسد» ستتوجه خلال الفترة القريبة المقبلة إلى العاصمة السورية دمشق، لبحث آليات دمج القوات ضمن صفوف الجيش السوري.
وأوضح عبدي، في كلمة ألقاها خلال احتفال أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس «قسد»، أن الهدف من زيارة اللجنة هو مناقشة التفاصيل التنظيمية والعسكرية لعملية الاندماج، مشيراً إلى أن الحوار مع الحكومة السورية يسير في اتجاه «إيجابي ومتدرج»، على حد تعبيره. وأضاف أن قيادة «قسد» تسعى إلى الوصول إلى صيغة تضمن «حقوق المقاتلين والإدارة الذاتية في إطار الدولة السورية الواحدة».
تأتي تصريحات عبدي بالتزامن مع حراك دبلوماسي واسع شهدته العاصمة السورية دمشق خلال الأيام الماضية، تمثل في لقاءات مكثفة أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع مع وفد أمريكي رفيع المستوى ضم المبعوث الأمريكي توم باراك، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، بمشاركة وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات العامة.
ووفق مصادر صحفية، التقى الرئيس الشرع أيضاً القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، بحضور المبعوثين الأمريكيين، لبحث التطورات الميدانية والسياسية في شمال البلاد، خصوصاً بعد التصعيد الأخير في مدينة حلب. ويعد هذا اللقاء الثاني بين الطرفين منذ مارس (آذار) الماضي، ما يشير إلى استمرار قنوات التواصل بين الجانبين رغم التوترات الميدانية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المباحثات تطرقت إلى سبل التهدئة في مدينة حلب وتنفيذ بنود اتفاق 10 مارس، الذي ينص على تعزيز التنسيق الميداني والسياسي بين دمشق و«قسد»، إضافة إلى مناقشة مستقبل الترتيبات الأمنية في شمال شرق سوريا.
وكان وزير الدفاع السوري قد أعلن مؤخراً التوصل إلى اتفاق «وقف شامل وفوري لإطلاق النار» في مناطق شمال شرقي سوريا وفي مدينة حلب، بعد مواجهات محدودة شهدها حيّا الشيخ مقصود والأشرفية بين قوات الجيش وعناصر من «قسد».
ويُنظر إلى زيارة اللجنة العسكرية المرتقبة على أنها خطوة جديدة في مسار التقارب بين الجانبين، وسط مساعٍ دولية لدفع العملية السياسية وتوحيد الجهود الأمنية في مواجهة التحديات الميدانية والإقليمية.