12 اكتوبر 2025
كشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا عن تفاصيل التفاهمات التي جرت بين الحكومة السورية ووفد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال اجتماع عقد في دمشق مطلع الأسبوع الماضي، بحضور شخصيات سورية وأميركية رفيعة، وذلك في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لمرحلة جديدة من العلاقات بين الطرفين بعد سنوات من التوتر والانفصال السياسي والعسكري.
ووفقاً للمصدر، شارك في الاجتماع كل من نائب الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، إضافة إلى قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر. وأعقب هذا اللقاء اجتماع آخر جمع وفد "قسد" بوزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، حيث جرى بحث تفاصيل التفاهمات العسكرية والأمنية بين الطرفين.
المصدر أوضح أن اللقاءات جاءت برعاية أميركية مباشرة، وأن المباحثات أفضت إلى تفاهم أولي يقضي بدمج قوات "قسد" ضمن صفوف الجيش السوري، من خلال تشكيل ثلاث فرق وعدة ألوية عسكرية تتوزع في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور. كما شمل الاتفاق إدماج قوات الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" (الأسايش) ضمن قوات الأمن الداخلي السورية التابعة لوزارة الداخلية، مع احتفاظ "قسد" بالمناصب القيادية في تلك الوحدات ضمن مناطق شمال وشرق سوريا.
وأشار المصدر إلى أن المناصب القيادية ستُمنح بشكل "توافقي" بين ممثلي الحكومة السورية وقسد، بحيث يكون المسؤولون السوريون المعينون من أبناء المنطقة نفسها. ومع اكتمال عملية الاندماج، لن تبقى تسميات "قوات سوريا الديمقراطية" أو "الأسايش" قائمة، بل ستُستبدل بأسماء الفرق والوحدات المعتمدة ضمن الهيكلية الرسمية للجيش والقوات الأمنية السورية.
كما تم الاتفاق بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع على تشكيل لجان مشتركة تتولى الإشراف على مراحل تنفيذ الدمج العسكري والأمني خلال الفترة المقبلة. وتشير تقديرات المصادر إلى أن عدد عناصر "قسد" وقوات الأمن الداخلي التابعة لها يتراوح بين 80 إلى 100 ألف مقاتل وعنصر، ما يجعل عملية الاندماج من أكبر التحركات العسكرية في سوريا منذ سنوات.
في موازاة ذلك، كشفت المصادر أن تفاهمات موازية جرت بين الحكومة السورية والجانب الأميركي، نتج عنها موافقة مبدئية من دمشق على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش). ووفقاً للتفاهم، ستقود القوات السورية عمليات مكافحة التنظيم داخل الأراضي السورية بالتنسيق مع القوات الأميركية والتحالف الدولي بعد استكمال عملية دمج "قسد" بالجيش.
وكان مظلوم عبدي قد صرح في مقابلة تلفزيونية أن واشنطن اقترحت تشكيل قوة مشتركة بين "قسد" والقوات الحكومية لمحاربة داعش، وأن المقترح لقي قبولاً لدى قيادة "قسد"، بهدف جعل المعركة ضد التنظيم ذات طابع وطني شامل. وأضاف عبدي أن زيارة المسؤولين الأميركيين إلى شمال شرق سوريا، ومن بينهم قائد القيادة المركزية الأميركية والمبعوث الأميركي توم باراك، جاءت لتأكيد استمرار التعاون بين واشنطن و"قسد". كما أشار إلى أن قواته أبدت استعدادها لدعم الجهود الرامية إلى رفع قانون "قيصر" خلال مباحثاتها مع الوفد الأميركي في الحسكة، في إطار مساعٍ أوسع لضم دمشق إلى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.